كلمة في حفل تكريم
كلمة تقي البحارنة في حفل تكريمه من قبل لجنة التكريم الاهلية
المـقـام فـي نـادي العـروبة بـتاريـخ 19 ديسمبر 2006
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة جميعا – الشيوخ الأفاضل –سعادة الوزراء والسفراء والضيوف الحترمين – أيها الحفل الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعـد:
فأن مبادرات التكريم ما هي الا مشروع حبّ كبير …لا يقـتصر على شخص المكّرم نفسه بل يفيض على المجتمع نضارة الحب، ليمتزج دمـه بالوفــاء، وتتخلَق عاداته بالتواصل مع الاخرين.
أنّ ماهـيّة الرسالة التي يبعث بها المفكرون أو المبدعون أو من في شأوهم.. كالماثل بين أيديكم ..لا تكتمل الا بحضور الجانب المتلقي لها وهو المجتمع. فكلاهما مسئولان عن أتمام هذا الاتصال بنجاح. وبهذا المفهوم تتحول الافكار المرسلة عمـّا هو ذاتيّ خالص، الى كونها رسائل برسم الاستلام من الجانب المتلقي لها. ولا أزعم أن حضوركم الجميل في هذا الحفل هو الدليل على الاعجاب لمن قرأني أو لم يقرأني .. ولكنه بالتأكيد دليل على ذلك الحب الذي اعتزّ به، و يعتزّ به كل مشمول بالتكريم من قبلي أو من بعدي ..
أن ازجاء عبارة شكر واحدة لا تفي بمقامكم أو بمقام لجنة التكريم التي تبنت مشروع ذلك الحب الكبير لي ولغيري ممن أنجبتهم ربوع البحرين العريقة تراثا وعلما وتاريخا وحضارة. وهؤلاء الفاعلين الأساسيين في
لجنة التكريم الاهلية هم ثلاثة يجمعهم حرف الميم، وهو حرف العلم والقلم. وبترتيب حروف أسمائهم، فأنني أستدير لمخاطبة الاخ الزميل محمد حسن كمال الدين لأوجه له كلمة الشكر الاولى، وأحييه على ما قال فيّ وما كتب عني بما قلت في مخاطبته من قبل:
يا رفيقي أنت لي سـند *** والمنى صحـب وخـّلان
كلمات الـودّ بــاقيـة *** ليس يـطويـهن نسيـان
ثمّ أقول: لقد أثنيت عليّ بكلماتك المنتقاة ثناء قد لا أستحـقّه، فلا تنس أن تبقي في سلّـتك زادا لما سوف يستحقه المكرمون من بعدي. متمثلا بهذا البيت من الشعر وقد تصرفت في معناه:
أنّ ما قـلّ منك يكثر عندي *** والكثير الكثير منـّي قليل
وأوجـّه الخطاب بعد ذلك للأخ الزميل منصور سـرحان: لاشكره شكرا لا يقتصر على شخصه الكريم المحبب للقلوب، بل يتجاوزه للإشادة بمجهوده الدؤوب لاكمال حلقة الاتصال بيني وبينكم وتقديم شخصيتي المتواضعة بأعداد كتاب عني وعن كتاباتي وأشعاري. ولعلي لا أبالغ أذا قلت عن الأخ منصور سرحان أنه رائد حركة توثيق سير الشخصيات الادبية المعاصرة في البحرين.
ثم أن لساني يعجز عن الشكر للأستاذة الباحثة السيدة مي بنت محمد الخليفة ومأثرها الجمة. لكونها رائدة المواسم الثقافية وأنشاء دور ومراكز الثقافة والتراث في هذا البلد الطيب. ولعل اخر تلك المبادرات إنشاء (بيت الشعر) في بيت شاعرنا الكبير أبراهيم العريض. واسمحوا لي أن احييها معكم بهذه الأبيات:
تحيـة لك يا ” مي” التي جعلت *** للشاعـرين مقاما بالغ الاثر
تبارك الشعر بل بوركت يا قمرا *** مولّعا باحتضان الانجم الزهر
تسابقت بك همـّات العلا قدما *** لكي تنال “أوال” راية الظفر
صروح علم وأبداع ومعرفة *** لم تبن بالصخر بل شيدت من الدرر
أشكرها واشكر من ساهم معها في الإخراج وتحضير الأعمال الفنية وطبع الكتاب.
أما شيخنا الجليل الشيخ عبد الله بن خالد الخليفة راعي هذا الحفل، فهو صديق ورفيق جمعني به ديوان الفكر والادب والخلق الرفيع. مثلما جمعنا المكان والزمان. بداية من أنشاء المكتبةالخليفية بالمحرق خلال الاربعينات الماضية. فله مني حفظه الله، شكر الصديق ووعد الرفيق.
أما ضيوفنا الكرام ممن نأى بهم المقام وتجشموا عناء المسير، فقد أكمل حضورهم معنا دائرة التواصل الفكري والاجتماعي ومشاعر الاخوة والجوار. ثم أني أتوجه الى هذا النادي العريق نادي العروبة .. فهو مني وأنا منه. رافقت شبابه وعنفوانه، وتناوب المتكلمين على منصّاته، وتوالي الاحتفالات والمهرجانات في أعياده، وقلبت احجار الشطرنج في عرصاته، وسلكت دروبه دليلا وعلى تاريخه الحافل شاهدا. أهنؤه وأنا منه لايهنيء عضو بالمسرات سائر الاعضاء. وأشكره ممثلا في رئيسه أخي” رسول” وكلماته الطيبة عني – ذلك الصديق الملازم حر الضمير .. وفي اعضاء مجلس ادارته فردا فردا. أيها الاصدقاء والأحبة.. أن جماع شكري لكم على المساهمة في الحضور فلكم مني كل المودة وكل التقدير.
وبعد- فأن مسك الختام في الشكر أرفعه الى جلالة ملك البحرين المعظم الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان ال خليفة الذي توّج هذا التكريم بأهدائه اليّ وسام البحرين من الدرجة الاولى .فأشكره شخصيا على هذه الالتفاتة السامية كما أشكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان الخليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد الخليفة ولي العهد والقائد العام على مشاركتهما تلك المناسبة السعيدة في ظل الأحتفال بعيد البحرين الوطني اعاده الله على البحرين حكومة وشعبا بتحقيق الآمال المرجوة، على بساط من الوحدة والمحبة .
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.